التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}

صفحة 4738 - الجزء 7

  والأمْتُ: الاعوجاج، ويقال: ما بها أَمْتٌ، أي: اعوجاج.

  · الإعراب: يقال: لِمَ دخل الفاء في قوله: {فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي} ولم يدخل في أخواتها في القول؟

  قلنا: لأن السؤال هناك قد تقدم، وهاهنا لم يتقدم.

  يقال: ما فاعل «ساء»؟

  قلنا: مضمر، تقديره: ساء الحمل حملاً، فاستغنى بالمظهر عن إظهار المضمر، ونظيره: بئس رجلاً، أي: بئس الرجل رجلاً.

  ويقال: لِمَ قال: {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ} فَوَحَّدَ، ثم قال: {خَالِدِينَ} فَجَمَعَ؟

  قلنا: لأن (مَنْ) اسم مبهم يقع على الواحد والجمع.

  {خَالِدِينَ} نصب على الحال. «طَرِيقاً» نصب على التمييز.

  نصب قوله: «يوماً» لأنك سَمَّيْتَ الفاعل.

  · المعنى: ثم ذكر تعالى من أنباء الرسل تسلية للنبي ÷، وعقبه بالوعيد وذِكْرِ القيامة، فقال سبحانه: «كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ» أي: كما قصصنا عليك