التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}

صفحة 4739 - الجزء 7

  من أخبار موسى وبني إسرائيل نقص عليك من أخبار الأمم والأمور المتقدمة «وَقَدْ آتَينَاكَ مِنْ لَدُنَّا» أي: أعطيناك من عندنا «ذِكْرًا» يعني القرآن؛ لأن فيه ذِكْرَ كل ما تحتاج إليه من أمور الدين «مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ» أي: من أدبر عن القرآن، فلم يعمل بما فيه ولم يؤمن به «فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا» قيل: إثماً، عن مجاهد. وأصله الثقل، أي: يشق عليه حمله؛ لما فيه من العقوبة، كما يشق حَمْلُ الثقيل، يعني قد عمل عملاً يشق عليه جزاؤه، ولأن الذنوب ألوان وحركات لا يصح فيه الحمل «خَالِدِينَ فِيهِ» أي: في عقابه وجزائه، وهو الخلود في النار «يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ» قيل: هو جمع صورة، يعني كل صورة ينفخ فيه الروح فيكون حياً بإذن اللَّه تعالى، وقيل: إنه قرن ينفخ فيه النفخة الثانية ليقوم الناس من قبورهم للجزاء «وَنَحْشُرُ» نجمع «الْمُجْرِمِينَ» قيل: الكافرين، وقيل: المذنبين «يَوْمَئِذٍ زُرْقًا» قيل: زرق الأعين من شدة العطش، وقيل: عمياً، وقيل: شُوهِ الخَلْقِ، وجوههم سود، وأعينهم زرق، وقيل: أعينهم بيض لا سواد فيها «يَتَخَافَتُونَ بَينَهُمْ» أي: يتشاورون، عن ابن عباس، وقتادة. يعني يكلم بعضهم بعضاً خفية وسرًا، إما للخوف أو للحسرة أو لخوف الفضيحة «إِنْ لَبِثْتُمْ» قيل: في الدنيا، وقيل: في القبر «إِلَّا عَشْرًا» يعني عشر ليال، قيل: من شدة ما يرون من هول ذلك اليوم ينسون لبثهم في الدنيا،