التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون 150}

صفحة 642 - الجزء 1

  · القراءة: قرأ نافع «لِيَلَّا» بترك الهمزة، وكل همزة مفتوحة قبلها كسرة فإنه يقلبها ياء على ما قبلها، وقرأ الباقون بالهمز، وهو الأصل.

  · اللغة: الحجة: البينة الصادقة، ثم تستعمل في الشبهة توسعًا، يقال: هذه. حجة المخالف، وتستعمل في نفس المنازعة، يقال: ليس بيننا حجاج إلى حراك.

  والخشية: الخوف.

  والنعمة: الإفضال على الغير، وهو النفع الحسن يوصله إليه. وأصل الهداية الدلالة.

  · الإعراب: «لئلا» موضعه نصب العامل فيه، قيل: وَلُّوا لئلا، وقيل: ما دخل الكلام في معنى عرفتكم ذلك لئلا، عن الزجاج.

  فأما قوله: «إلا الَّذِينَ ظلموا» اختلفوا في هذا الاستثناء على خمسة أقوال:

  [الأول]: أنه استثناء منقطع غير متصل، و (إلا) فيه بمنزلة (لكن) كقوله: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} ويُقال: ما له عليَّ حق إلا التعدي، يعني لكنه يتعدى ويظلم، وقال النابغة:

  وَمَا بِالرَّبْعِ مِنْ أَحَدٍ إلَّا أوَارِيَّ

  وتقدير الآية: ليس الَّذِينَ ظلموا منهم يتعلقون بشبهة، ويضعونها موضع الحجة، عن الفراء وجماعة من النحويين.