التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}

صفحة 4750 - الجزء 7

  في قوله: {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ} نَقُصُّ عليك من قصة آدم، عن أبي مسلم.

  · المعنى: ثم بيّن تعالى أنه أنزل القرآن عليه، والغرض به أن تتقوا، فقال سبحانه: «وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ» قيل: معناه هكذا أنزلناه بلسان العرب؛ ليكون إلى فهمهم أقرب، وقيل: كما أنزلنا الكتب على الأنبياء وعلى موسى بلسان قومه، كذلك أنزلنا القرآن بلسان قومك «قُرْآنًا عَرَبِيًّا» بلغة العرب «وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ» قيل: كررنا وأكدنا، وقيل: بينا «لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ» أي: لكي يتقوا المعاصي والكبائر، وقيل: ليتقوا أفعال الأمم الماضية كيلا ينزل بهم ما نزل بأولئك «أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ» القرآن «ذِكْرًا» قيل: ذكرًا يعتبرون به ويتعظون به، وقيل: شرفاً لهم بإيمانهم به، وقيل: زجرًا وردعاً، عن قتادة. وقيل: ينبههم عن الغفلة؛ ليتذكروا أمر دينهم ومعادهم، عن أبي مسلم. وإنما أضاف إحداث الذكر إلى القرآن؛ لأنه يَحْدُثُ عنده، فهو سبب فيه فأضيف إليه، وقيل: يحتمل يُحْدِثُ اللَّه لهم ذكرًا بهذا القرآن الذي أنزله عليهم «فَتَعَالَى اللَّهُ» قيل: ارتفعت صفته عن صفة كل شيء؛ لأنه موجود لم يزل ولا