قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}
  يزال، قادر لم يزل ولا يزال على ما لا نهاية له، لا يعجز عن شيء، عالم لم يزل ولا يزال بكل شيء، لا يجوز عليه الجهل والشك، حي لم يزل ولا يزال لا يجوز عليه الموت، سميع مدرك للمدركات لا تجوز عليه الآفات، غني لا تجوز عليه الحاجة، حكيم في جميع أفعاله، مُنْعِمٌ بأصول النعم، فقد تفرد بهذه الصفات والأفعال لا يشاركه أحد فيها، وجميع ذلك واجب لا يجوز خلافه «قيل: معناه: العلو لمن له الملك حقًّا، عن أبي مسلم. وقيل: الملك الذي يملك الدنيا والآخرة» أي: يحق أن يوصف بهذه الأوصاف وأنه يملك، عن أبي علي. وملكه حق؛ لأنه لا يزول ملكه، وأصل الملك يرجع إلى القدرة «وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيكَ وَحْيُهُ» قيل: لا تُقْرِئْهُ أصحابك ولا تُمْلِهِ عليهم حتى تتبين معانيه أو تتم السورة، فنهي عن تلاوة الآية المنزلة على الناس حتى يتبين معانيها، ويُتِمَّ أَداءَها، عن مجاهد، وقتادة، وابن عباس، وعطية، وأبي مسلم. وقيل: كان يقرأ مع جبريل مخافة النسيان، فنهي عن ذلك، ومعناه لا تعجل بقراءته قبل أن يفرغ جبريل من تلاوته عليك، عن ابن عباس، والحسن، وأبي علي. وقيل: لا تسأل إنزاله قبل أن يأتيك وحيه؛ لأنه تعالى ينزله بحسب المصلحة «وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا» قيل: بالقرآن فَهْماً وحفظاً «وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ» ما عهد إليه، عن ابن زيد، وجماعة. وقيل: نسي لطول الزمان، وقيل: كان النهي عن الجنس، فنسي وظن أن النهي عن العين، وهو الوجه «وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا» قيل: عقداً ثابتاً، وقيل: صبرًا، عن قتادة، ومقاتل. وقيل: حفظاً لما أمر به وجزاء، عن عطية. وقيل: محافظة على أمر اللَّه