التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي 96 قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا 97 إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما 98}

صفحة 4752 - الجزء 7

  وتمسكاً به، عن ابن زيد. وقيل: إصرارًا وإضمارًا عن العود إلى الذنب، وقيل: عزماً على المعصية، وإنما فعله نسياناً.

  ويقال: ما الذي نسي على التأويل الثاني؟

  قلنا: قيل: نسي الوعيد، وأنه يخرج من الجنة إن أكل، وقيل: نسي قوله {إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ}، وقيل: نسي الاستدلال بأن النهي عن الجنس، عن أبي علي.

  · الأحكام: يدل قوله: {أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} أن القرآن منزل بلغة العرب، فيدل على حدوثه من هذين الوجهين.

  وتدل على أن الوعيد متكرر في القرآن؛ لذلك قال: «صرفنا»، فيبطل قول من يقول: لا يفهم بظاهر القرآن شيء، ويبطل قول من يقول: إن الوعيد في الكفار خاصة.

  ويدل قوله: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} أنه أراد من الجميع التقى؛ لأن معناه: لكي يتقوا، فدل على أن المقصود بالقرآن أن يتقي الكل، وأنه أراد من الكل الاتقاء خلاف قول الْمُجْبِرَة في الوجهين.

  ويدل قوله: {أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} على وجوب التدبر في القرآن ليحدث ذلك.