التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى 121 ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى 122 قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى 123 ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى 124 قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا 125 قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى 126}

صفحة 4760 - الجزء 7

  وحزبه وإبليس وحزبه «بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى» أي: رسول وكتاب وبيان «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ» يعني الكتاب والرسول «فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى» قيل: لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، عن ابن عباس. ضمن اللَّه لمن يقرأ القرآن ويعمل بما فيه ألّا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي» عن القرآن والعمل بما فيه «فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا» قيل: عيشًا ضيقاً، عن مجاهد، وقتادة، وأبي علي. وقيل: هو الضريع والزقوم في النار، عن الحسن، وقتادة، وابن زيد. وقيل: هو الحرام في الدنيا الذي يؤدي إلى النار، عن عكرمة، والضحاك. وقيل: إنه غير موقن بالخلف فَعَيْشُهُ منغص، عن ابن عباس. وقيل: هو عذاب القبر، عن ابن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وأبي صالح، والسدي، ورواه أبو هريرة مرفوعاً. وقيل: معيشة سوء؛ لأنها في معصية اللَّه، عن مقاتل، وقيس بن أبي حازم. وقيل: ضيقاً في الدنيا لقصرها وسائر ما يشوبها ويكدرها، وإنما العيش الرغد في الجنة، عن أبي مسلم. وقيل: هو الحرص؛ لأنه في كل وجهة لا يشبع ولا يقنع، ولا يقبل النصح، ويتعب نفسه، ويسخط ربه، وكلها ترجع إلى قولين: منهم من يجعل العيش الضنك في الدنيا، ومنهم من يجعله في الآخرة «وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى» قيل: أعمى البصر، عن ابن عباس. وقيل: أعمى عن الجنة، عن مجاهد، والأول الوجه؛ لأنه الظاهر، ولا مانع منه، وقيل: أعمى في الآخرة عن كل خير لا يهتدي لشيء منها، وقيل: يحشر أعمى، ثم يبصر في حال العذاب ويعمى في حال «قَال