قوله تعالى: {وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى 127 أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى 128 ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى 129 فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى 130}
  هذه الأوقات واحمده، وقيل: صَلِّ في هذه الأوقات، وقيل: معناه داوم على التسبيح «قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ» صلاة الفجر «وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» صلاة العصر «وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ» أي ساعاته وأوقاته فسبحه وأطراف النهار، ومَنْ حمل الآية على أوقات الصلاة قال التسبيح «قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ»: صلاة الفجر، «وَقَبْلَ غُرُوبِهَا»: صلاة العصر «وَمِنْ آناءِ اللَّيلِ»: صلاة المغرب والعشاء، «وَأَطْرَافَ النَّهَارِ»: صلاة الظهر، عن قتادة، وأبي علي. وقيل: أطراف النهار: الظهر والمغرب، وقيل قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ: الفجر، «وَقَبْلَ غُرُوبِهَا»: الظهر والعصر «وَمِنْ آناءِ اللَّيلِ»: المغرب والعشاء «وَأَطْرَافَ النَّهَارِ»: صلاة التطوع، عن الحسن. ومن حمل الآية على التسبيح قال: أراد المداومة عليها في عموم الأوقات، وهو الظاهر «لَعَلَّكَ تَرْضَى» بما يعطيك اللَّه من الجزاء كما وعدك، وقيل: الشفاعة والدرجة، وقيل: بجميع ما وعدك في الدنيا من النصر وإعزاز دينه، وفي الآخرة الشفاعة، فقد أنجز وعده في الدنيا وسينجزه في الآخرة.
  · الأحكام: تدل الآية أن العقاب يقع جزاء على الأعمال خلاف قول الْمُجْبِرَةِ، لذلك قال: «وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ»، وكذلك يبطل قولهم في المخلوق؛ لأنه يوجب أن السرف من جهتهم، وكذلك في أطفال المشركين؛ لأنه لا سرف لهم.