قوله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى 131 وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى 132 وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى 133 ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى 134 قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى 135}
  وقيل: لقالوا عند معاينة الهلاك، وقيل: معناه لكان لكم أن تقولوا، عن أبي علي، وأبي مسلم. ومعنى «لَوْلاَ أَرْسَلْتَ» أي: هَلَّا أرسلت رسولاً إلينا «فَنَتَّبِعَ» رسولك و «آيَاتِكَ مِنْ قَبْل أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى» نفتضح بالعذاب «قُلْ» يا محمد لهم «كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ» منتظر الدوائر ولمن يكون الفتح والنصر «فَتَرَبَّصُوا» أنتم انتظروا «فَسَتَعْلمُونَ» إذا جاء أمر اللَّه وقامت القيامة، وقيل: كل متربص هلاك صاحبه، وقيل: نحن نتربص وعد اللَّه ليأتيكم وأنتم تتربصون موتنا «[فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ] أَصْحَابُ الصِّرَاطِ» الطريق «السَّوِيِّ» المستقيم والدين الحق «وَمَنِ اهْتَدَى» إلى رشده نحن أم أنتم.
  · الأحكام: يدل قوله: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ} على تأديب من اللَّه تعالى لعباده في الزهد في الدنيا، والقناعة بقليلها وحقيرها، وألَّا يغتر بها، وتقوية لقلب الرسول ÷، والخوف عند مشاهدة هَؤُلَاءِ الكفار وما أوتوا من النعم.
  وتدل على أن ما أعد اللَّه للمؤمنين من ثواب الجنة خير وأدوم، وفيه ترغيب في أمر الآخرة.