قوله تعالى: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون 1 ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون 2 لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون 3 قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم 4 بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون 5}
  والغفلة: السهو، وهو ذهاب المعنى عن النفس، ونقيضها: اليقظة، والسهو عند بعضهم معنى برأسه، وعند بعضهم: فساد في القلب، وعند القاضي: ذهاب العلم الضروري بما جرت العادة به.
  والضَّغْثُ: التباس الشيء بعضه ببعض، ويقال للحالم أَضْغَثَ الرؤيا، ومنه:
  {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ}[يوسف: ٤٤] والضغث في اللغة: الحزمة من كل شيء كالبقل والحشيش، وقيل: ملء اليد من الحشيش، والأحلام: الرؤيا المختلطة.
  · الإعراب: الواو في قوله: «وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ» واو الحال.
  «لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ» قيل: نعتٌ للقلب، وقيل: هو في محل النصب، وقيل: نصب على الحال أي في حال لهو قلوبهم وقيل: نصب على الذم، وقيل: نعت تقدم الاسم، والنعت يتبع الاسم في إعرابه إذا تأخر عنه، يقال: هذا رجل عالم، ومررت برجل عالم، ورأيت رجلاً عالماً، فإذا تقدم الاسم فله حالتان: وصْلٌ وفَصْلٌ، فحاله في الفصل النصب كقوله: {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ}[القمر: ٧] {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا}[الانسان: ١٤] و «لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ»، وقال الشاعر:
  لِمَيَّةَ موُحِشاً طَلَلُ