قوله تعالى: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون 1 ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون 2 لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون 3 قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم 4 بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون 5}
  أراد طلل موحش.
  وحالهُ في الوصل حالُ ما قبله من الإعراب كقوله: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}[النساء: ٧٥].
  وقوله: «مُحْدَثٍ» جر نعت للذِّكْرِ، ويجوز فيه الرفع على تقدير: هو محدث، ويجوز النصب أيضاً.
  ويُقال: ما موضع «الَّذِينَ ظَلَمُوا» من الإعراب؟ وهلا قيل: وأَسَرَّ؛ لأنه فِعْل تقدم الاسم؟
  قلنا: اختلفوا فيه، قيل: محله جر على أنه بدل من الناس، عن الفراء. وقيل:
  محله رفع على البدل من الضمير في قوله: «وأسروا» وذلك جائز في اللغة كقوله تعالى: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ}[المائدة: ٧١] وعن بعض العرب: أكلوني البراغيث، عن قطرب. وقيل: رفع على الاستئناف تقديره: هم الَّذِينَ ظلموا، وقيل:
  فيه تقديم وتأخير، وأراد والَّذِينَ ظلموا أسروا النجوى، عن الكسائي. وقيل: محله نصب بتقدير: أعني الَّذِينَ ظلموا.
  · النزول: قيل: نزلت الآيات في منكري البعث.
  · المعنى: «اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ» قيل: اللام بمعنى مِنْ، أي قرب الناس من حسابهم،