قوله تعالى: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون 1 ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون 2 لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون 3 قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم 4 بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون 5}
  ما أتى به كذب فيه «بلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا» محمد «بِآيَةٍ» بحجة إن كان صادقاً «كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ» من الرسل يأتوا بالآيات كَفَلْقِ البحر وانقلاب العصا حية لموسى، وإحياء الميت لعيسى، عن أبي علي. وقيل: فليأتنا بآية مصرحة.
  ويُقال: ما معنى: «بل» هاهنا؟
  قلنا: الإضراب عما حكى أنهم قالوا أولاً، والإخبار عما قالوه ثانياً. وقيل:
  إنهم قالوا قَوْلَ مُتَحَيِّرٍ قد بهره ما سمع، فمرة يقول ساحر، ومرة يقول شاعر، ولا يقطع على شيء، وقيل: اقتسموا القول، فقال بعضهم: أضغاث أحلام، وقال بعضهم: ساحر، وقال بعضهم: شاعر، وقال بعضهم: فِرْيَة. وقيل: (بل) للرجوع، كأنهم قالوا ساحر ثم فكروا وعلموا أن ذلك ليس بسحر، فقالوا: هو منامات مختلطة، ثم نظروا وعلموا أنه لا يشبه ذلك فقالوا: فرية، ثم تفكروا فوجدوا الخبر كما أخبر فقالوا: شاعر، ثم علموا أنه ليس بشعر فقالوا: فليأتنا بآية اقتراحاً.
  · الأحكام: تدل الآيات على إثبات المعاد والحساب والجزاء.
  وتدل على أنه يَرِدُ بعضه تحذيرًا للمكلف.