قوله تعالى: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون 1 ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون 2 لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون 3 قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم 4 بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون 5}
  وتدل على أنه قريب، وروي عن النبي، ÷: «بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار إلى الوسطى والسبابة»، وإنما قال: «اقترب»؛ لأنه يأتي على أمته ولا نبي بعده، ولا يُنْسَخُ شرعه، ولذلك سمي خاتم النبيين، وقيل: لهما حال قرب يقتضي مدة التكليف بعده.
  وتدل على تعجيب من حالهم في غفلتهم وإعراضهم مع أنهم يطالبون بالحساب.
  وتدل على أنه مع قرب الساعة الناس أكثر إعراضاً، ولهذا قال النبي ÷: «لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس».
  ويدل. قوله: «محدث» على حدث القرآن؛ لأن المراد بالذكر - القرآن، ولهذا قال: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ} ولا يقال: المراد حَدَثُ إتيان الذكر أو حكاية كلامه أو صفة الوحي؛ لأن جميع ذلك مجاز، يوضحه أنه قال: {إِلَّا اسْتَمَعُوهُ} وهو صفة الذكر.
  وتدل على وجوب التدبر في القرآن وأنه حجة لذلك ذم الإعراض والمعرضين.
  وتدل على أن القوم كانوا متحيرين لذلك لم يقطعوا على أمر، وهكذا كل مبطل.
  وتدل على بطلان قول الْمُجْبِرَةِ في خلق الأفعال من وجوه:
  أحدها: الحساب، ولو كان خلقاً له لكان لا يحاسب العباد عليه.
  ومنها: قوله: «يلعبون» فأضاف اللعب إليهم، وكذلك «أسروا النجوى»،