قوله تعالى: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون 6 وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون 7 وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين 8 ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين 9 لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون 10}
  وكذلك «بل قَالُوا»، ولأنه ذمهم ووبخهم بجميع ذلك، ولو كان خَلْقًا له لما صح ذمهم.
قوله تعالى: {مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ٦ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٧ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ٨ ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ٩ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ١٠}
  · القراءة: قرأ حفص عن عاصم: «إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ» بالنون وكسر الحاء، أضاف. الوحي إلى نفسه تعالى، والباقون بضم الياء وفتح الحاء على ما لم يُسَمَّ فاعله.
  · اللغة: السَّرَفُ: مجاوزة الحد، والمسرف الخارج عن الحد إلى ما باعد منه، أسرف إسرافاً، والسَّرَفُ الجهل، والمسرف الجاهل، فأما السَّرَفُ في قول جرير:
  ما في عطائهم مَنٌّ ولا سَرَف
  فمعناه: الإغفال، يقال: مررت بكم فَسَرِفْتُكُمْ أي: أغفلتكم.