التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون 6 وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون 7 وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين 8 ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين 9 لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون 10}

صفحة 4786 - الجزء 7

  · الإعراب: «أَفَهُمْ» استفهام والمراد الإنكار، يعني لا يؤمنون وإن جاءتهم الآيات.

  «وَمَنْ نَشَاءُ» محله نصب، تقديره: وأنجينا من نشاء، ووحد الجسد؛ لأن أصله المصدر كالخلق.

  · المعنى: لما تقدم الحكاية عن الكفار بأنه شاعر وساحر وهلا أتى بآية، بيّن الجواب، وأتى بالمقنع فقال سبحانه: «مَا آمَنَتْ» أي: ما صَدَّقَتْ «قَبْلَهُمْ» قيل: هم الكفار «مِنْ قَرْيَةٍ» قيل: من أهل قرية «أَهْلَكْنَاهَا» أي: جاءتهم الآيات فلم يؤمنوا فأهلكناهم مُصِرِّينَ على الكفر «أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ» عند مجيئها، هذا جواب لقولهم:

  {فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ} وإخبار عن حالهم وأن سبيلهم سبيل من تقدم من الأمم طلبوا الآيات فلم يؤمنوا فأهلكوا، وهَؤُلَاءِ لو أتاهم لما آمنوا، ولاستحقوا عذاب الاستئصال، لذلك لم يجبهم، وقيل: ذلك احتجاج عليهم أي لو كان مجيء الآيات سبباً يؤدي إلى الإيمان من غير أن يكون لطفاً لكان سبباً يؤدي إلى