قوله تعالى: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين 16 لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين 17 بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون 18 وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون 19 يسبحون الليل والنهار لا يفترون 20}
  للعباد؛ لأن العبث قبيح وإظهاره قبيح، وقيل: لاتخذناه من عندنا، ولم نتخذ امرأة ولا ولداً من أهل الأرض، وقيل: لو أردنا ذلك ما كنا نتخذه من الأوثان الذي أضفتموه إليه وهو جماد. لا يسمع ولا يبصر؛ بل كنا نتخذه خلاف ذلك، عن أبي علي. وقيل: لاتخذناه من الملائكة؛ لأنهم أطهر وأشرف، فإذا لم نتخذ منهم مع جلالتهم وهم عباد يعبدونه، فكيف من دونهم مِنْ أهل الأرض «إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ» قيل: معناه إذ كنا فاعلين ذلك؛ ولكنا لا نفعله، عن أبي علي. وقيل: ما كنا فاعلين، عن قتادة، ومجاهد، وابن جريج، ومقاتل. يعني ليس كما تزعمون من إضافة الباطل إليه؛ لكن «نَقْذِفُ» نرمي «بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ» يعني ننزل عليك من القرآن والحجج على أصناف الكفرة، وقيل: بالإيمان على الكفر، وقيل: بالحجة على الشبهة «فَيَدْمَغُهُ» قيل: يعلوه ويبطله، وقيل: يهلكه «فَإِذَا هُوَ زَاهِق» قيل: هالك مضمحل، عن قتادة. والمعنى أنه تعالى يظهر الحق بأدلته ويبطل الباطل، ومن كان كذلك لا يفعل الباطل واللعب «وَلَكُمُ الْوَيْلُ» أي: يا معشر الكفار الهلاك لكم «مِمَّا تَصِفُونَ» اللَّه به من اتخاذ الصاحبة والولد،