قوله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون 151}
  فأما الإجماع فلا يُعْلمُ أحدٌ من العلماء في الصحابة والتابعين ومَنْ بعدهم أنكر النسخ، وهذه كتب الجميع ناطقة بجواز النسخ.
  فأما النظر إذا جاز النسخ للمصلحة لم لا يجوز في شريعتنا كذلك؟
  وقوله: إنه ÷ صلى بمكة كذا، لا يجوز؛ لأن من المشهور أنه كان يصلي إلى بيت المقدس بمكة وبالمدينة بضعة عشر شهرًا، وقيل: ثمانية عشر، وقيل: ستة عشر، ولا يجوز أن يؤمر بالتوجه إلى موضع، فيوهم أنه صلى إلى غيره.
  ومتى قيل: إنه صلى إلى بيت المقدس اتباعًا لغيره لا شرعًا.
  قلنا: جميع ما تعبده به فهو شرع له، ولأنه لو اتبع غيره لاتبع ملة إبراهيم فلا وجه إذًا لما قاله.
قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ١٥١}
  · اللغة: الإرسال: التوجيه بالرسالة، أرسله إرسالاً.
  والتلاوة: القراءة، وهي ذكر الكلمة على نظام متسق، وأصله من الاتباع ومنه تلاه: تبعه.
  والتزكية تكون بمعنى البركة والنماء، وتكون الطهارة والقُدُس يقال: زكا زرعُه أي نما وزاد، وفلان زكَّى فلانًا: مدحه وأطراه ووصفه بالطهارة، وزكَّاهُ: حملَهُ على ما له فيه التزكية.
  · الإعراب: يقال: في (كما) ما العامل فيه وبماذا يتصل؟