قوله تعالى: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون 31 وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون 32 وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون 33 وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون 34 كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون 35}
  الأفلاك تحتها، فيحتمل أن تكون عبارة عن مجرى الكواكب، ويحتمل أن يكون جسماً عليه الكواكب، وجوز أبو علي كلا الوجهين وهو قول أكثر المتكلمين من مشايخنا «يَسْبَحُونَ» قيل: يخرون، عن ابن جريج. وإنما أضاف الفعل إليها توسعاً فإنه تعالى هو المجري؛ لأن الفعل لا بد له من حي قادر «وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ» لآدمي «مِنْ قَبْلِكَ» يا محمد «الْخُلْدَ» دوام البقاء في الدنيا «أَفَإِنْ مِتَّ» أي: مت أنت على ما يتوقعون وينتظرون «فَهُمُ» أي: أفهم بعدك يعني إن تمنوا ذلك كانت أمانيهم كاذبة «كُلُّ نَفْسٍ» قيل: أراد من كان في عصره، وقيل: بل جميع البشر أي: كل نفس حي «ذَائِقَةُ الْمَوْتِ» يعني تموت نعاملكم معاملة المختبر ما دامت النفس حية بالتكليف ليظهر منه المعلوم من أفعاله من خير أو شر «بِالشَّرِّ وَالْخَيرِ» قيل: بالشدة والرخاء، عن ابن عباس. «فِتْنَةً» قيل: ابتلاء وشدة، وقيل: ليظهر شكركم فيما تحبون وصبركم فيما تكرهون، عن ابن زيد. «وِإلَينَا تُرْجَعُونَ» أي: إلى حكمه، وجزائه أشار بأن التعبد إنما يكون حكمة إذا تعقبه الجزاء، والجزاء عند الرجوع إليه في القيامة.