التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون 36 خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون 37 ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين 38 لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون 39 بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون 40}

صفحة 4820 - الجزء 7

  · القراءة: قراءة العامة: «خُلِقَ» بضم الخاء وكسر اللام على ما لم يسم فاعله، وقرأ بعضهم بفتحها على تقدير خلق اللَّهُ الإنسانَ من عجل.

  · اللغة: الهُزْءُ والسخرية من النظائر، وهو إظهار خلاف الإبطان لإيهام البعض، هزأ منه يَهْزَأُ هُزُؤًا وهو هازئ.

  والاستعجال: طلب الشيء قبل وقته، والذي حقه أن يكون فيه، والعَجُول:

  الكثير الطلب قبل وقته، والعجلة: تقديم الشيء قبل وقته.

  وبهت: تحير، ونحوه دَهِشَ، والمبهوت: المتحير، والبهتان: الكذب؛ لأنه يتحير منه، يقال: بهت يَبهَتُ.

  · الإعراب: يقال: أين جواب (لو) في قوله: «لو يعلم»؟

  قلنا: محذوف؛ لعلم السامع به، والعرب تحذف الجواب في كثير من المواضع، وتقديره: لو علموا ما لهم فيه من أنواع العذاب لما استعجلوا، وهو أبلغ من التصريح؛ لأن التصريح لا يحتمل إلا وجهاً واحداً، ومع الإضمار يحتمل