قوله تعالى: {وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون 36 خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون 37 ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين 38 لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون 39 بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون 40}
  وأبي مسلم. قال أبو علي: يستعجل في كل شيء يشتهيه، والإنسان لا يخلو من العجلة ولكن ذكر مبالغة في وصفه بالعجلة، كما يقال للذكي هو نار، فعلى هذا المعنى هو على جميع الإنسان، وقيل: استعجلوا العذاب تكذيباً ورداً، كقوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ}[الحج: ٤] وعلى هذا المعني هو على الكفار، وقيل: المراد به آدم، عن السدي. وقيل: خلق على تعجيل قبل غروب الشمس يوم الجمعة، عن مجاهد. وقيل: لما خلق اللَّه آدم وجعل الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخل الروح جوفه اشتهى، فوثب قيل أن تبلغ الروح رجليه، فذلك قوله: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} عن سعيد بن جبير، والسدي. وهذا ليس بشيء؛ لأن الآية عامة في جميع الإنسان، ولأنه لا يصح أن ينظر ما لم يحيا جميع البدن، ولأنه لا يحيا العين وباقي الشخص غير حي، وقيل: هو من المقلوب، يعني خلقت العجلة من الإنسان، كقولهم: عَرَضْتُ الناقة على الحوض، عن أبي عبيدة. وليس بشيء؛ لأنه مع صحة معناه لا يحمل على القلب، ولو حمل عليه فما معنى خلق العجلة من الإنسان، فهذا يحتاج مع القلب إلى تأويل كالأول، فلا فائدة في القلب، وقيل:
  العَجَلُ الطين أي: خلق الإنسان من الطين، عن أبي عبيدة وجماعة، قالوا: وهي لغة حمير، وأنشدوا فيه بيتاً، وليس ذلك بظاهر، فلا يجوز حمل القرآن عليه، والتأويل ما ذكره قتادة وأبو علي وأبو مسلم، ولأنه لم يَجْرِ ذكر آدم ولا