قوله تعالى: {وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون 36 خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون 37 ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين 38 لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون 39 بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون 40}
  تعقبه ذكره فلا يحمل عليه «سَأُرِيكُمْ آيَاتِي» حجتي في التوحيد والعدل والنبوة «فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ» بطلب الآيات، وقيل: سأريكم عذابي إذا أنزلناه إليكم فلا تستعجلوه، فهو ما نزل بهم يوم بدر وغيره من الأيام من القتل والأسر في الدنيا، وقيل: سأريكم يوم القيامة فلا تستعجلوا مجيئها، فإن لها وقتاً مؤقتاً، والصحيح أن المراد به إما في الدنيا أو في الآخرة؛ لأنه تعالى بَيَّنَ ما استعجلوا فيه فقال: «وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا» قيل:
  الذي يعدنا من العذاب، وقيل: القيامة، والمراد بالوعد الموعود «إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ» في ذلك «لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا» ما ينالهم أو إذا أتاهم ما يستعجلون به «حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلاَ عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ» ما استعجلوا ولا آمنوا به، وقيل: عن قُدَّامِهِم وخلفهم، وقيل: أراد الوجه والظَّهْرَ، وقيل: أراد إحاطة النار بهم «بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً» يعني الساعة تأتيهم فجأة «فَتَبْهَتُهُمْ» قيل: تحيرهم، عن أكثر المفسرين، وقيل: تفجأهم «فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا» أي: لا يقدرون على دفعها بحيلة ولا قوة «وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ» أي: لا يؤخَّرون.