قوله تعالى: {قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون 61 قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا ياإبراهيم 62 قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون 63 فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون 64 ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون 65}
  رجعوا إلى أنفسهم منكرين يعني بعضهم لبعض «إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ» حيث لم تحفظوا الآلهة مما نزل بهم، وقيل: أنتم الظالمون لأنفسكم حيث تعبدون ما لا يقدر على الدفع عن نفسه وما نرى إلا هو كما قال، وقيل: أنتم الظالمون لأنفسكم في سؤالكم إياه، ولو قدر على الجواب قدر على الدفع عن نفسه، ولَمَا قدر على كسرها، وقيل: أنتم الظالمون بعبادتكم الأوثان الصغيرة مع هذا الكبير، وقيل: أنتم الظالمون لإبراهيم في لومه وتبكيته وما نسبتم إليه؛ لأنهم توهموا أنها لو كانت آلهة لما قدر إبراهيم على كسرها، عن أبي علي.
  وقيل: عرفوا صدقه وعاندوا «ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ» قيل: تحيروا فنكسوا لأجلها على رؤوسهم إذ علموا أنها لا تنطق، ثم اعترفوا بما هو حجة فقالوا: «لَقَدْ عَلِمْتَ» يا إبراهيم مَا هَؤُلَاءِ يعني الأوثان «يَنْطِقُونَ» يعني كيف نسألهم وهم لا ينطقون.