التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم 66 أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون 67 قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين 68 قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم 69 وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين 70}

صفحة 4848 - الجزء 7

  · الأحكام: يدل قوله: {لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} أنهم كرهوا عقوبته من غير أن تثبت له جناية ظاهرة.

  ويدل قوله: {فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} على جواز العدول في الجواب إلى التنبيه؛ لأنه نبه أنه لو كان إلهاً لأخبر مَنْ كسرها، ولما قدر أحد على كسرها.

  وتدل على أن الظالم كان اسم ذم عقلاً؛ لأن القوم كانوا كفارًا.

قوله تعالى: {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ٦٦ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٦٧ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ٦٨ قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ٦٩ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ٧٠}

  · القراءة: قد بينا اختلاف القراء في «أُفٍّ» وأن أبا جعفر ونافعاً وحفصاً قرأوا «أُفٍّ» بكسر الفاء والتنوين، وابن كثير وابن عامر ويعقوب قرأوا بفتح الفاء بغير تنوين، وأن أبا عمرو وحمزة والكسائي وأبا بكر وعاصم قرأوا بكسر الفاء غير منونة، وكلها لغات صحيحة.