التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم 66 أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون 67 قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين 68 قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم 69 وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين 70}

صفحة 4849 - الجزء 7

  · اللغة: التحريق: التقطيع بالنار، حَرَّقَهُ ويحرقه، تحريقاً وأحرقه إحراقاً، وثوب حريق أي: متقطع كالمتقطع بالنار، واحترق الشيء احتراقاً.

  (أف) كلمة تذكر للضجر بما كان من أمر ونهي وهي مبنية، وكسرت على أصل الحركة لالتقاء الساكنين، ويجوز الضم للإتباع، والفتح ليقل التضعيف.

  · الإعراب: {يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا} وصف النار بالبرد والسلام، فلا يؤنث البرد لتأنيث النار، كقولك للمرأة: أَنْتِ أسد، ولا تقول: أَسَدَة؛ لأنك شبهتها به، والعرب تفعل هذا تصف المؤنث بصفة المذكر والمذكر بصفة المؤنث، تقول: هذه امرأة حائض، وتقول: رجل نُكَحَةٌ.

  · المعنى: ثم بيّن تعالى أنه لما توجه عليهم حجة إبراهيم أقبل عليهم باللوم والتوبيخ وأنهم قابلوه بالوعيد، فقال سبحانه: «قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ