قوله تعالى: {قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم 66 أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون 67 قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين 68 قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم 69 وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين 70}
  شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ» يعني الأوثان «أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ» أن عبادة ما لا ينفع ولا يضر ولا يعقل تقبح، فعجزوا عن جوابه ف «قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ» قيل: إن كنتم تعقلون انتصارًا منه لآلهتكم فليس إلا الإحراق، عن أبي علي، وأبي مسلم. فمن جهلهم لم يعلموا أن من حق المعبود أن ينصر العابد ويحفظه، وقيل: الذي أشار بتحريقه رجل من أكراد فارس، عن ابن عمر. وقيل: خسف اللَّه به الأرض، وقيل: لما أجمعوا على تحريقه حبسه نمرود، ثم جمعوا الحطب حتى كان الشيخ الفاني يحمل والمرأة تمرض فتنذر، ومن يطلب شيئاً يحطب إلى ناز إبراهيم، وقيل: جمع ذلك في شهر، عن ابن إسحاق. ثم أشعلوا نارًا في نواحيه، ثم رموا بإبراهيم من المنجنيق، وقيل: لما أوثقوه ليلقوه في النار قال: «لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين، لك الحمد، ولك الملك، لا شريك لك»، «قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً» هذا مَثَلٌ؛ لأن النار جماد ولا تُخَاطَبُ، والمراد أنا جعلنا النار برداً وسلامة، فلا يصيبه من أذاها شيء، وقيل: يجوز أن يتكلم اللَّه مصلحة للملائكة، وقيل: ما أحرقت النار إلا وثاقه، عن قتادة.
  ومتى قيل: إذا كانت النار محرقة، فكيف منعت من الإحراق؟