قوله تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 87 فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين 88 وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين 89 فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين 90}
  · الإعراب: «مغاضباً» نصب على الحال أي ذهب في حال المغاضبة.
  · المعنى: ثم ذكر قصة يونس وزكريا، فقال سبحانه: «وَذَا النُّونِ» وهو يونس ابن مَتَّى # «إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا» قيل: مغاضباً لقومه، عن ابن عباس، والضحاك. يعني غضب على قومه حين عصوه ولم يؤمنوا به، وقيل: إن مَلِكًا لهم أراد منه أن يخرج إلى غزو فأبى، وخرج مغاضباً للملك ولقومه، وقد قال بعض الجهال والمبتدعة في الآية وجهاً لا يجوز على نبي اللَّه، ÷ ذلك، وذكروا أن يونس وَعَدَهُمْ بالعذاب، فلما لم يبعث العذاب في ذلك الوقت غضب على ربه، وخرج وقال: واللَّه لا أرجع إليهم كَذَّاباً، ورووا رواية أخرى قالوا: كان عادة قومه قتل من كذب، فلما وعدهم فلم يأت العذاب غضب على ربه فخرج، وقال: كيف أرجع إليهم وقد أخلفتهم الوعد، فكلاهما باطل لا يجوز على اللَّه تعالى ولا على رسوله؛ لأن الغضب على اللَّه تعالى كفر، ولأن النبي لا يُوعِدُ بالعذاب إلا بوحي، فإذا