قوله تعالى: {والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين 91 إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون 92 وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون 93 فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون 94 وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون 95}
  أبي مسلم. وقيل: حرام على قرية أهلكناها أنهم إلينا لا يرجعون، وقيل: حرام قبول توبتهم وإيمانهم؛ لأنهم لا يرجعون إلى الدنيا وحال التكليف [ممنوع].
  وقيل: لا للنهي وهو في معنى الحرام، فذكر للتأكيد، وتقديره: حرام حرام أن يرجعوا، فنقل أحدهما عن ابتداء الكلمة إلى الانتهاء بلفظ لا إيجازا فيكون لا في معنى التأكيد.
  · الأحكام: تدل الآيات على معجزات ظهرت على مريم وعيسى، وقد قال مشايخنا: إن عيسى كان نبياً في تلك الحالة، والمعجزات ظهرت عليه، وما ظهر على مريم، اختلفوا، فقيل: كانت معجزة لزكريا، وهو قول مشايخنا، وقالت البغدادية: كانت إرهاصاً لنبوة عيسى، وما ظهر على عيسى كان إرهاصاً لنبوته أيضاً؛ لأن عندهم لم يكن نبياً في ذلك الوقت.
  وتدل على أن التفرق في الدين مذموم، وأن المحمود الاجتماع على الحق.
  ومتى قيل: التفرق في بعض المواضع مذموم كما قال: «ستفترق أمتي على