قوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين 11 يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد 12 يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير 13 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد 14 من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ 15}
  وقيل: نزلت في بني أسد بن خزيمة جاءوا إلى رسول اللَّه، ÷ وسألوه أفضاله، فإن أعطاهم قالوا: نِعْمَ الدين هذا، وإن منعهم قالوا: نرجع إلى الشرك.
  وقيل: نزلت في المنافقين، عن أبي علي؛ لأنه يَمْدَحُ الدين في وقت ويذمه في وقت.
  وقيل: نزلت في ضعفة المسلمين؛ لأن المسلم يكون منقلباً على وجهه بالارتداد، والمنافق يكون كافرًا أبداً. وقيل: المنافق إذا مدحه ثم ذمه، كأنه انقلب على وجهه.
  وقيل: نزل قوله: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ} في أسد وغطفان، تثاقلوا عن الإسلام، قالوا: نخاف أن يُنْصرَ محمد فيقطع الذي بيننا وبين اليهود من الحلف فلا يميرونا.
  · المعنى: قد تقدم في الآيات الثلاث ذكر مخالفي الحق، فذكر في الأولى فساد قول المقلدين في الضلالة، وفي الثانية حال الدعاة إلى الضلالة، ثم عقبه بذكر المضطرب في اعتقاده ولا يستقيم على طريقة؛ بل يتبع مراده في دنياه، فقال سبحانه: «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ» أي: على ضعف في العبادة كضعف القيام «عَلَى حَرْفٍ» يعني يكون مضطرباً، وقيل: على جانب لا يدخل فيه على ثبات وتمكين، وقيل: على شك، عن مجاهد. وقيل: على طريقة واحدة في الأحوال كلها يتبع مراده لا يدخل في الدين بتمكين، وقيل: أراد المنافق يعبده بلسانه دون