التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد 16 إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد 17 ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء 18}

صفحة 4929 - الجزء 7

  فلا يأمن أن تكون النعمة استدراجاً إلى النار، والمحنة عقوبة، فكيف يصح ذلك.

  وبعد فإن المؤمن لا يخلو من هذين أبداً، يكون بين شكر وصبر، وكلاهما عبادة، فلذلك قال ÷: «عجباً للمؤمن ...» الخبر.

  ويدل قوله: «يدعو» على أن الواجب الانقطاع إلى اللَّه تعالى في جميع الأحوال دون غيره؛ فإن في الحقيقة النفع والضر إليه.

  ويدل قوله: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا} أن الجنة تنال بالإيمان والعمل الصالح، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ والمرجئة.

  وتدل على أن الأعمال الصالحة فِعْلُ العبد، فيبطل قولهم في المخلوق.

  ويدل قوله: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ} الآية. أن النصرة تُطْلَبُ من جهته، وأن من طلبها من جهة غيره لا ينالها وإن احتال كل حيلة، وأن أمور اللَّه تعالى لا يمكن إزالتها بالحيلة

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ ١٦ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ١٧ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ١٨}