التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد 16 إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد 17 ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء 18}

صفحة 4931 - الجزء 7

  إنَّ الخَلِيفَةَ إنَّ اللهَ سَرْبَلَهُ ... سِرْبالَ مُلْك بِهِ تُرْجَى الخَواتِيمُ

  وزعم الفراء أنه لا يجوز: إن زيداً إنه قائم لاتقاق الاسمين، قال الزجاج:

  يجوز، وقيل: لما طال الكلام يجوز.

  ويقال: ما الواو في قوله: {وَكَثِيرٌ حَقَّ

  قلنا: واو العطف، وقيل: واو الاستئناف، تقديره: وكثير حق عليه العذاب لكثرة إبائه السجود.

  · المعنى: ثم بيّن تعالى أنه أنزل الآيات حجة، وأنه يَفْصِلُ بين الخلق بالعدل، فقال سبحانه: «وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ» يعني كما أنزلنا الكتب والحجج أنزلنا القرآن، وقيل: أنزلنا القرآن مشتملاً على جميع ما يحتاج «آيَاتٍ» حججاً «بَيِّنَاتٍ» واضحات، قيل: حجج على التوحيد والعدل والشرائع، وقيل: دلالة على صدق نبيه، عن أبي علي. «وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ» يعني يدله بدلائله إلى دينه وهم المكلفون؛ لأنهم الَّذِينَ يريدهم بالتكليف، وقيل: يهديهم إلى طريق الجنة «مَنْ يُرِيدُ» وهو من آمن به وعمل صالحاً، وقيل: يلطف لمن يريد، من يعلم أنه إذا زاده هدى ثبت