قوله تعالى: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم 25 وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود 26}
  إلى معنى واحد، يعني مكَّنَّاهُ من ذلك الموضع حتى بنى الكعبة، وقيل: يقال بوأت له إذا مكنته، والمراد جعلت البيت مثواه ومسكنه، عن ابن الأنباري.
  وقيل: كان البيت انهدم أيام الطوفان فأمره اللَّه أن يبنيه ويتخذه مأوى، وقيل: كانت العلامة ريح هبت فكشفت حول البيت، عن السدي. وقيل: بل أراه جبريل، وقيل: دل غمامة أظلته، ولا تشرك بي شَيْئًا، أي: وأمرناه «أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيئًا» أي: قلنا له: لا تعبد مع اللَّه في هذا البيت شيئاً «وَطَهِّرْ بَيتِي» قيل: من الأوثان وعبادتها، عن قتادة. وقيل: عن الأنجاس، وقيل: من الدماء والفرث أن يلقى حول البيت «لِلطَّائِفِينَ» أي: من يطوف بالبيت وهو الحاج والمعتمر في الصلاة، عن عطاء. «وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» قيل: لمن يصلي، وقيل: لمن يعبد الله ويخضع له.
  · الأحكام: تدل الآية على قبح الصد عن سبيل اللَّه، فيدخل فيه المنع من العلم، وتعلمه، وإظهار الأمر بالمعروف وسائر ما يتعلق بالديانات.
  ويدل قوله: «سواء» على موضع يستوي فيه المقيم والطارئ فيه، وقيل: هو نفس المسجد، على ما حكيناه عن الحسن وأبي علي، وقيل: هو الحرم كله،