قوله تعالى: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق 27 ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير 28 ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق 29 ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور 30}
  النضر بن شميل البصريون سموا التفث في كلام العرب إذهاب الشعث وسمعت الأزهري يقول: التفث في كلام العرب [لا يعرف] إلا عن التفسير وقول عن ابن عباس: [التفث الحلق والتقصير، والأخذ من اللحية والشارب والإبط]، وقال أبو عبيدة: ولم يجئ فيه شعر يحتج به.
  والاجتناب: المباعدة من الشيء.
  والحَنَفُ: أصله الميل، ومنه: الأحنف، قيل: أصله الاستقامة، وسمي الأحنف تفاؤلاً.
  · الإعراب: «رجالاً» نصب على الحال.
  ويقال: لِمَ قال: «يأتين» للضامر؟
  قلنا: لأنه في معنى الجمع، كأنه أراد النوق.
  وقيل: لأن المعنى على كل ناقة ضامر.
  و (مِن) في قوله: {مِنَ الْأَوْثَانِ} للجنس لا للتبعيض، كأنه قال: اجتنبوا الأوثان، وقيل: (مِنْ) صلة، وقيل: (مِن) للتبعيض؛ لأن الرجس يشتمل على الأوثان وغيرها.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} إلى آخره في ناس من المشركين كانوا يقولون. إذا أحرموا: لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك، تملكه وما ملك. يعنون الملائكة.