قوله تعالى: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق 27 ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير 28 ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق 29 ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور 30}
  وهو البعير المهزول، فقد أضمرها طول الطريق وتحمل المشقة «يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» أي: طريق بعيد لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ» قيل: المنافع التجارات، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير. وقيل: التجارة في الدنيا والأجر في الآخرة، عن مجاهد. وقيل: منافع الدين العفو والمغفرة، عن سعيد بن المسيب، ومحمد بن علي الباقر #، وعطية العوفي ... يعني غفران الذنوب، واستحقاق الثواب، وهو الأصح؛ لأنه المقصود بفعل الحج «وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ» واختلفوا في هذه الأيام، وفي هذا الذكر فيها.
  أما الأيام قيل: المعلومات أيام العشر، قيل: عشر ذي الحجة، والمعدودات أيام التشريق، عن الحسن، وقتادة. سميت معدودات لقلتها، ومعلومات لأن كل واحد يحفظها فيكون معلوماً، وقيل: المعلومات: أيام التشريق يوم النحر، وثلاثة أيام بعده، عن مقاتل، وأبي مسلم. وقيل: هما واحد، عن محمد بن كعب.
  فأما الذكر، فقيل: هو التسمية على الذبيحة في هذه الأيام، وقيل: هو كناية عن الذبح لما كان بالتسمية سمي باسمه توسعاً، وقيل: التكبير.
  «عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ» الإبل والبقر والغنم التي هي الهدايا والضحايا «فَكُلُوا» إباحة وليس بِأمْرٍ «من بهيمة الأنعام»، وقيل: بل أَمْرٌ ويجب على المضحي أن يأكل شيئاً منها وإن قَلَّ، والأول أوجه، وعليه إجماع الفقهاء، وقيل: