قوله تعالى: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق 27 ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير 28 ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق 29 ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور 30}
  وأبي مسلم. وقيل: أعتق عن الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، ولم يظهر عليه جبار، ولم يتسلط عليه إلا مَنْ يعظمه، عن ابن عباس، وابن الزبير، وقتادة. وقيل:
  لأنه قديم، وهو أول بيت وضع للناس، وبناه آدم وجدده إبراهيم #، عن ابن زيد. وقيل: لأنه عتق من الطوفان، وقيل: لأنه كريم على اللَّه كما يقال: فرس عتيق، «ذَلِكَ» قيل: هاهنا وقف، والمعنى: هكذا أمر الحج والمناسك، وقيل: ذلك الذي بينت لكم كان شريعة إبراهيم في الحج فاتبعوه، وقيل: ذلك الذي أمرتكم في مشاق الحج «وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ» قيل: ما حرم اللَّه من حرمة بيته ومسجده، فَمَنْ عَظَّمَهُ لا يرتكب شيئاً مما نهي عنه، وقيل: حرمات اللَّه:
  المشعر الحرام، والمسجد الحرام، والبيت الحرام، عن ابن زيد، وقيل: حرماته مناسكه، وقيل: يجتنب ما حرم اللَّه عليه من معاصيه «فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ» يعني ذلك خير له مما يستعمله في أمر دنياه «وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ» قيل: الإبل والبقر والغنم، وقيل: أراد بالأنعام ما حَلَّ ذَبْحُهُ وأَكْلُ لحمه، وقيل: أراد أنه أحل في حال الإحرام «إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيكُمْ» استثناء مما أحل، وهو ما يتلى عليكم في القرآن في قوله: {حُرِّمَت عَلَيكُمُ المَيْتَةُ}[المائدة: ٣] ومن قوله: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ