قوله تعالى: {حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق 31 ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب 32 لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق 33 ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين 34 الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 35}
  «ذَلِكَ» يعني ما ذكره من اجتناب الرجس وتعظيم شعائر اللَّه، «وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ» قيل: مناسك الحج كلها شعائر، عن ابن زيد. وقيل: هي البُدْن وتعظيمها إسمانها، عن مجاهد. وقيل: شعائر اللَّه دينه، والشعائر: الأعلام التي نصبها لطاعته، كالصلاة، والصوم، والحج ونحوها «فَإِنَّهَا» يعني هذه الخصال التي ذكرت «مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» وأضاف إلى القلب؛ لأن العارف بالله ووعده ووعيده هو الذي يتقي معاصيه، وقيل: أراد صدق النية، وقيل: أراد الخوف والحذر ومحلهما القلب «لَكُم فِيهَا مَنَافِعُ» يعني في الشعائر منافع، قيل: الهدايا، وقيل: مشاهدة مكة، فمن قال بالأول اختلفوا، قيل: ذاك ما لم يسم هدياً أو نذرًا، فإذا سمي هدياً لا يجوز الانتفاع بها، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك. وقال عطاء: ما لم يقلد، وقيل: له ركوب ظهرها وشرب لبنها إذا احتاج إليها «إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى» إلى أن تنحر، عن عطاء بن أبي رباح. وقيل: أراد بالمشاعر المناسك ومشاهدة مكة، و «لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ» بالتجارة إلى أن يخرج، وقيل: بالأجر إلى أن يفرغ من المناسك، وقيل: «إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى» إلى يوم القيامة «ثُمَّ مَحِلُّهَا» أي: منحرها «إِلَى الْبَيتِ الْعَتِيقِ» الكعبة، وقيل: أراد. به مِنًى، وقيل: أراد مكة، والحرم كله منحر، والمنحر يختص بمكان وزمان، فمكة والحرم كله منحر، ويوم النحر ويومان