التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون 36 لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين 37}

صفحة 4963 - الجزء 7

  · المعنى: عاد الكلام إلى ذكر الشعائر، فقال سبحانه: «وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ» لا بد في الكلام من محذوف يتعلق بفعلنا كأنه قال: نَحْرُ البدن من شعائر اللَّه، عن القاضي. «شَعَائِرِ اللَّهِ» قيل: معالم دينه، وقيل: من علامات مناسك الحج «لَكُمْ فِيهَا خَيرٌ» أي: نفع، قيل: في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فلحمها وصوفها، وفي الآخرة الثواب، وقيل: أراد بالخير ثواب الآخرة، وهو الوجه؛ لأنه الغرض المطلوب «فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا» أي: عند نحرها، وهو التسمية على الذبيحة، وقال ابن عباس: هو أن تقول: اللَّه أكبر ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، اللَّهم منك ولك، وقيل: إنما أمر بالذكر لكي يذكروا اسمه خالصاً، خلاف ما يفعله المشركون من تسمية الأصنام، عن الحسن. «صَوَافَّ» قيل: قائماً على ثلاثة قوائم قد صفت رجليها وإحدى يديها والأخرى معقولة، والبعير ينحر قائماً، وعن ابن عمر أنه نحر بدنة قائمة معقولة إحدى يديها، وقال: صواف كما قال اللَّه سبحانه، وقيل: «صواف» أي: جمعت ووقفت كالصف فهي مصطفة «فَإذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا» أي: سقطت على الأرض منحورة على الجنب، وقيل: إذا ماتت،