قوله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم 52 ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد 53 وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم 54 ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم 55}
  ما فيه أهل الكفر من أسباب الدنيا وما فيه أصحابه من الإقتار، تمنى لهم في الدنيا حالًا، فنزلت هذه الآية، وبين أنه من وسوسة الشيطان، وأن ما أعد لمؤمنين خير مما متعهم به من الدنيا.
  وقيل: لما ذكر قوله: «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ»، بين أنه بشر وأن حاله كحال الرسل قبله.
  وقيل: كان المشركون إذا غلط رسول اللَّه ÷ في المتشابه أكثروا القول فيه وطعنوا عليه، فبين أنه وإن كان بشيرًا ونذيرًا فهو من البشر حاله كحال الأنبياء.
  · المعنى: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ» أي ما بعثنا قبلك يا محمد «مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ» وإنما ذكر اختلاف اللفظين لاختلاف فائدتهما، فالرسول الذي أرسله اللَّه تعالى، وهو عند الإطلاق لا يحمل على غير رسول اللَّه ÷، والنبي الذي له الرفعة والدرجة العظيمة بالإرسال كما قال الشاعر:
  يَنْأ عَنِّي وَيَبْعُدِ