قوله تعالى: {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور 76 ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون 77 وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير 78}
  أبناء إبراهيم، فالغالب عليهم أنهم أولاده «هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ» اللَّه تعالى، عن ابن عباس، ومجاهد. وقيل: إبراهيم سماكم، عن ابن زيد. وقيل: هو قوله: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}[البقرة: ١٢٨].
  «مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا» قيل: من قبل نزول القرآن في الكتب وفي القرآن، عن مجاهد وجماعة من المفسرين. وقيل: قبل هذا الوقت وفي هذا الوقت «لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ» بطاعة من أطاع وعصيان من عصى، وقيل: شهيداً بأنه بلغ رسالته وبَيَّنَ شريعته «وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ» قيل: بأنه بَلَّغَ، وقيل: بما شهدوا من أعمالهم «فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ» خصهما تعظيماً لشأنهما «وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ» أي: بدينه الذي أمر به ولطف له، عن الحسن. وقيل: توكلوا عليه وثقوا به «هُوَ مَوْلاَكم» وناصركم ومتولي أمركم «فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ» أي نعم المولى ونعم الناصر.
  · الأحكام: يدل أول الآيات على وجوب الصلاة.
  ويدل قوله: «وافعلوا» على وجوب الواجبات واجتناب القبائح.
  وتدل على أنه أراد من الجميع الفلاح، خلاف ما تقوله الْمُجْبِرَة.
  وتدل على أن الفلاح ينال بالطاعة، فيبطل قول المرجئة.