التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون 1 الذين هم في صلاتهم خاشعون 2 والذين هم عن اللغو معرضون 3 والذين هم للزكاة فاعلون 4 والذين هم لفروجهم حافظون 5 إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين 6 فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون 7 والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون 8 والذين هم على صلواتهم يحافظون 9 أولئك هم الوارثون 10 الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون 11}

صفحة 5019 - الجزء 7

  قراءة العامة: «أَفلح» بفتح الألف، وعن طلحة بن مصرف: «أُفلح» بمعنى ألقوا في التراب على المجهول.

  · اللغة: (قد) تأكيد للكلام، قال علي بن عيسى: (قد) تقريب الماضي من الحال، فدل على أن فلاحهم قد حصل، وهم عليه في الحال.

  والفلاح: الفوز، والفلاح: البقاء، والعرب تقول لكل من أصاب خيرًا: مُفْلِحٌ، وأفلح الرجل: فاز بما غبط به.

  والخشوع: أصله السكون والتذلل، يقال: خشع له وتَخَشَّعَ، قال الليث:

  الخشوع قريب من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن، والخشوع في البصر والصوت، ومنه: الخُشْعَةُ: قطعة من الأرض رخوة.

  وحقيقة اللغو ما يجب أن يُلْغَى ويطرح، وهو ما لا فائدة فيه ولا يعتد به.

  والابتغاء: الطلب.

  · الإعراب: (هم) رفع؛ لأنه صلة للذين تقديره: الَّذِينَ هم خاشعون في صلواتهم.

  {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} (أو) بمعنى الواو، و {مَا مَلَكَتْ} محله خفض، تقديره: على ما ملكت.