قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون 1 الذين هم في صلاتهم خاشعون 2 والذين هم عن اللغو معرضون 3 والذين هم للزكاة فاعلون 4 والذين هم لفروجهم حافظون 5 إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين 6 فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون 7 والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون 8 والذين هم على صلواتهم يحافظون 9 أولئك هم الوارثون 10 الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون 11}
  «العادون» من عدا يعدو، ولذلك لم يقله.
  (راعون) أصله راعيون؛ لأنه من رعيت، إلا أن الياء حذفت لالتقاء الساكنين، وهما الواو والياء.
  · المعنى: «قَدْ أَفْلَحَ» أي: فاز وظفر بالمطلوب «الْمُؤْمِنُونَ» فهي بشارة لهم، ثم بَيَّنَ صفة المؤمنين.
  ومتى. قيل: إذا كان عندكم اسم الإيمان يقع على جميع ما ذكر، فَلِمَ فصل؟
  قلنا: عرف المؤمنين بصفاتهم رفعاً للشبهة، فليس كل أحد يفهم أن هذه الصفات من شرائط الإيمان.
  «الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ» أي: خاضعون، وحقيقة الخشوع في الصلاة بالقلب والجوارح، أما في القلب فبأن يقصد عبادة اللَّه، ويفرغ قلبه، فلا يكون فيه غير العبادة والمعبود، فأما الجوارح فالسكون والطمأنينة، وترك الالتفات والعبث، ولهذا قال ÷ لما رأى رجلاً يعبث بلحيته في صلاته: «أما إنه