التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون 159}

صفحة 669 - الجزء 1

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ١٥٩}

  · اللغة: الكتمان: إخفاء الشيء مع الحاجة إلى إظهاره، ونقيضه الإظهار.

  والبينات: الحجج والعلامات، واحدها بينة.

  واللعن: الطرد والإبعاد.

  · النزول: عن ابن عباس أن جماعة من الأنصار سألوا نفرًا من اليهود عما في التوراة من صفته ÷ ومن الأحكام فكتموا، فنزلت الآية. وقيل: نزلت في أهل الكتاب، عن الحسن وأبي علي، وإنما نزلت وعيدًا لهم.

  · المعنى: لما بَيَّنَ تعالى دين الحق حث على إظهاره ونهى عن كتمانه، فقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ» قيل: أهل الكتاب من اليهود والنصارى، عن ابن عباس وقتادة ومجاهد والحسن والربيع والسدي والأصم وأبي علي. وقيل: إنه كلام مستأنف في كل من كتم ما أنزل اللَّه، عن أبي القاسم وأبي مسلم. والقاضي قال: ونزوله على سبب لا يوجب قصره عليه، ولا مانع من حمله على العموم، فروي عن عائشة وأبي هريرة ما يدل على أنهما حملاه على العموم، قال أبو هريرة: لولا آيتان من كتاب اللَّه تعالى ما حدثتكم، وتلا: «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيَّنَّاتِ وَالْهُدَى» قيل: من الحُجَج