التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون 1 الذين هم في صلاتهم خاشعون 2 والذين هم عن اللغو معرضون 3 والذين هم للزكاة فاعلون 4 والذين هم لفروجهم حافظون 5 إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين 6 فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون 7 والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون 8 والذين هم على صلواتهم يحافظون 9 أولئك هم الوارثون 10 الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون 11}

صفحة 5021 - الجزء 7

  لو خشع قلبه لخشعت جوارحه»، واختلف المفسرون، قيل: يخبتون، عن ابن عباس، وقيل: خائفون، عن الحسن، وقتادة، وإبراهيم، والضحاك، وقيل: متواضعون، عن مقاتل، وقيل: هو غض البصر، وخفض الجناح، عن مجاهد. فجعل ذلك من أفعال الجوارح، وقيل: هو ألّا يلتفت يميناً وشمالًا، عن ابن زيد، وقيل: هو وضع اليمين على الشمال في الصلاة، عن قتادة. «وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» قيل: معرضون عن المعاصي، عن أبي علي، والحسن، وأبي مسلم، والإعراض عنه ألّا يفعله، وقيل: اللغو: الحلف الكاذب، عن ابن عباس، وقيل: الباطل، وقيل: الشتم، عن مقاتل. «وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ» أي: يؤدونها، وسميت الصدقة زكاة، قيل: لأنها تطهر وتزكِي، وقيل: لأنها تنمي المال، وقيل: الزكاة اسم يقع على كل فعل زكي أي: طاهر محمود مرضي، ومنه أخذت الزكاة، عن أبي مسلم، «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ» يعني يحفظونها مما لا يجوز من زنا ونحوه، وقيل: عنى به فروج الرجال خاصة بدليل ما بعده، وقيل: بل هو عام في الرجل والمرأة «إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ» قيل: معناه من أزواجهم، وحروف الصفات تتبادل، فأباح وَطْءَ الزوجة، «أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ» يعني الجواري، فتحل بملك