التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون 1 الذين هم في صلاتهم خاشعون 2 والذين هم عن اللغو معرضون 3 والذين هم للزكاة فاعلون 4 والذين هم لفروجهم حافظون 5 إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين 6 فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون 7 والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون 8 والذين هم على صلواتهم يحافظون 9 أولئك هم الوارثون 10 الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون 11}

صفحة 5024 - الجزء 7

  · الأحكام: يدل أول الآيات أن الجنة والفوز بها للمؤمنين خاصة، فيبطل قول المرجئة أن الفاسق ينالها.

  وتدل أنه لا يؤمن إلا ويظفر ببغيته.

  وتدل على أن قولنا: مؤمن من أسماء المدح، ولا يطلق على الفاسق ومن يستحق العقاب، وقيل: إنه من أسماء الشرع، ثم بَيَّنَ تعالى ما أزال كل شبهة، فذكر صفات المؤمن، فدل أن من كانت صفته ما ذكر، هو المؤمن، وكل ذلك يصحح قولنا.

  وتدل على وجوب الخشوع في الصلاة، وقيل: إنه من أفعال القلب، وقيل: من أفعال الجوارح، وقيل: من أفعالهما، وهو الأولى؛ إذ لا شبهة أن الواجب على المكلف أداء الصلاة على وجه الخضوع والتذلل لله، ولا يكون كذلك إلا بأن يؤديها على تعظيم في القلب، ووقار في النفس.

  ويدل قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} أن المؤمن مَنْ أعرض عن اللغو وهو المعاصي، فيبطل قول المرجئة.

  وتدل على وجوب الزكاة، وأنها من شرائط الإيمان، وذلك لا يجب إلا بشرائط ملك النصاب، وحَوْلِ الحول إلى غير ذلك مما بينا.