التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين 12 ثم جعلناه نطفة في قرار مكين 13 ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين 14 ثم إنكم بعد ذلك لميتون 15 ثم إنكم يوم القيامة تبعثون 16}

صفحة 5027 - الجزء 7

  فلذلك لم يخفف هاهنا، كقوله: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}⁣[الزمر: ٣٠].

  · اللغة: الخلق في كلام العرب: التقدير، فلما كان جميع أفعال اللَّه تعالى مقدرة صواباً على وفق مراده من غير زيادة ولا نقصان، سمي جميع أفعاله خلقاً، فغلب هذا الاسم على أفعاله حتى لا يطلق لغيره.

  والسُّلاَلَةُ: ما سللته من الشيء كما يسمى ما كشحته الكاشحة، فالنطفة سلالة، والولد سلالة وسليلة، والجمع: سلالات وسلائل، فكأنه يستخرج منه، والسليل والمسلول بمعنى واحد.

  والنطفة: ماء الرجل، والعرب تقول للماء القليل: نطفة، وللماء الكثير: نطفة، ومنه الحديث: «حتى يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى جورا»، يعني بين [بحر] المشرق وبحر المغرب، والنَّطْفُ: القطر، نَطَفَ يَنْطُفُ، وليلة نَطُوفُ دائمة القَطْرِ.

  والعلقة: القطعة من الدم، والعلق: الدم الجامد، وإذا خرج فهو