التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين 12 ثم جعلناه نطفة في قرار مكين 13 ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين 14 ثم إنكم بعد ذلك لميتون 15 ثم إنكم يوم القيامة تبعثون 16}

صفحة 5028 - الجزء 7

  المسفوح، وجممي علقة كأنه تعلق بمكانه، ومنه عَلَقُ القربة عِصامُهَا الذي تعلق بها، وفي الأمر علق وعلاقة وعلقة وعلوق ومتعلق كله بمعنى، وعلاقة المهر ما يتعلقون به على المتزوج، ومنه الحديث: «أدوا العلائق».

  والمضغة: قطعة من اللحم التي يمكن مضغها للينها، والمَضَاغُ الطعام يمضغ، والمضاغة ما يبقى في الفم مما يمضغ.

  · الإعراب: {أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} من نعت اللَّه.

  (مَيِّتُونَ) خبر (إنَّ) واسمه في {إِنَّكُمْ}.

  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟

  قلنا: فيه وجوه:

  قيل: لما ذكر نعمه على المؤمنين بما أعد لهم في الآخرة ابتدأ بذكر نعمه عليه ابتداء، ومنبهاً له على النظر في نعمه والتمسك بهذه الخصال.

  وقيل: لما بَيَّنَ أحوال الآخرة بَيَّنَ متى يكون البعث، ودل على أن مَنْ قَدَرَ على خلق الإنسان على هذا الترتيب قدر على الإعادة.