قوله تعالى: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون 71 أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين 72 وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم 73 وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون 74 ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون 75}
  ويُقال: يَلَجّ، وقد لجِجْتُ على وزن فَعِلْتُ بكسر العين لججاً ولجاجاً، واللُّج بالضم: لج البحر، واللَّجْلاج: الذي يلجلج في كلامه.
  · المعنى: لما بين تعالى إعراضهم عن الحق لمخالفة هواهم بَيَّنَ أن الرسالة والشريعة لا تتبع أهواءهم وتتبع المصلحة، فقال سبحانه: «وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ» قيل: الحق هو اللَّه تعالى، عن أبي صالحِ، وابن جريج، والمعنى لو اتبع اللَّه في أفعاله أهواء عباده «لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ» وقيل: الحق ضد الباطل، قيل: لو اتبع الحق داعي الهوى والباطل لدعا إلى القبائح، وقيل: لو اتبع الحق أهواءهم في ما يعتقدون من الآلهة، بمعنى لو كان الحق في عبادة الأصنام لكان فيه من الفساد شيء عظيم؛ لأنه كان يفسد الطريق إلى معرفة التوحيد والعدل والوعد والوعيد، وقيل: هو مثل ... قوله: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء: ٢٢] عن أبي علي، وأبي مسلم، وقيل: لو أنزل كتابه على مرادهم، ووضع دينه على شهواتهم لخرج عن حد الحكمة «لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ» لأنه كان يوجب بطلان الأدلة، وألّا يُؤْمَنَ وقوع الظلم وما فيه مفسدة، ولا يوثق بوعده ووعيده، «بَلْ