التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون 71 أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين 72 وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم 73 وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون 74 ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون 75}

صفحة 5076 - الجزء 7

  وقيل: من الأسرِ والسيف، عن أبي مسلم، تمادوا في طغيانهم بِعَدْلِهِمْ عن طريق الحق «يَعْمَهُونَ» يترددون متحيرين.

  · الأحكام: تدل الآيات على أنه ينبغي للعاقل أن يتبع الأدلة دون الهوى.

  وتدل على أن غير اللَّه لو جاز أن يُعبد ويُتخد إلهاً لما استقام الدين والأمر، فنبه على أنه واحد.

  وتدل على طريقة في الحجاج عظيمة؛ لأن المتكلمين أبداً يقولون: لو كان كذا وكذا لأدى إلى فساد، وقد نبه القرآن عليه.

  وتدل على أن القرآن ذِكْرٌ يجب التدبر فيه.

  وتدل على أن رزقه خير، فيوجب أن الحرام ليس برزق.

  وتدل على أن في العباد من يرزق، ولذلك قال {وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.

  ويدل قوله: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ} على أن في المكلفين من لا لطف له لشدة بعضهم وإلفهم للتقليد؛ لذلك قال: لو فعلنا بهم من الرحمة والنعمة وكشف الضر لما آمنوا.

  وتدل آخر الآيات أن المعارف مكتسبة.

  وتدل على أن الإعراض والطغيان فِعْلُهمُ، وليس بخلق لله تعالى، فيبطل قول الْمُجْبِرَة في المخلوق.