التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون 76 حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون 77 وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون 78 وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون 79 وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون 80}

صفحة 5077 - الجزء 7

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ٧٦ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ٧٧ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ٧٨ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ٧٩ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ٨٠}

  · اللغة: استكانوا: افتعلوا من السكون، وهو في الأصل اسْتَكْوَنُوا، فلما انفتحت الواو ألقوا حركتها على ما قبلها وقلبوها ألفا ساكنة نحو قولهم: استقالوا، وإنما هو اسْتَقْوَلُوا.

  والاستكانة: طلب السكون خوفاً من السطوة استكان استكانة إذا ذَلَّ عند الشدة، ويقال: استكان واستكن وتسكن إذا خضع، وقيل: استكان استفعل من السكينة، وهي الحالة السيئة، قال الأزهري: وأصله السكون، وإنما مُدّت فتحة الكاف بألف ساكنة.

  والإبلاس: الحيرة والإياس من الرحمة، أَبْلَسَ إبلاساً، ومنه: إبليس؛ لأنه أبلس من رحمة اللَّه، أي: يئس.

  والإنشاء: اتخاذ الشي ابتداءً لا من شيء، أنشأ يُنْشئ إنشاءً.