التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون 76 حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون 77 وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون 78 وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون 79 وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون 80}

صفحة 5078 - الجزء 7

  · الإعراب: (الْأَفْئِدَةَ) نصب ب (أنشأ)، و (قليلاً ما تشكرون) و (ما) صلة، وتقديره: وأنشأ لكم الأفئدة. وتشكرون قليلاً.

  · النزول: قيل: إن ثُمامة بن أثال الحنفي أُخِذَ أسيرًا، فأسلم، فخرج وأخذ على أهل مكة الميرة، وحال بين مكة والميرة، وأخذ اللَّه قريشاً بِسِنِي الجدب، فجاء أبو سفيان إلى رسول اللَّه ÷، وقال: أنشدك اللَّه والرحم، أتزعم أنك بعثت رحمة؟ قال: «نعم»، قال: قد قتلت الآباء بالسيف، والأبناء بالجوع، فأنزل اللَّه تعالى: «وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ»، عن ابن عباس.

  · المعنى: ثم بين تعالى أنه إنما لا يلطف؛ لأنه لا لطف، فقال سبحانه «وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ» قيل: بالجدب وضيق الرزق، والقتل بالسيف «فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ» أي: ما خضعوا «وَمَا يَتَضَرَّعُونَ» لطلب كشف البلاء، ممن يقلب عليه، يعني مصائب الدنيا، ولا يؤمنون «حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ» يعني ما زالوا يفعلون