التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بل قالوا مثل ما قال الأولون 81 قالوا أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون 82 لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين 83 قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون 84 سيقولون لله قل أفلا تذكرون 85 قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم 86 سيقولون لله قل أفلا تتقون 87 قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون 88 سيقولون لله قل فأنى تسحرون 89}

صفحة 5082 - الجزء 7

  وقال السائرون لمن حفرتم ... فقال المخبرون لهم وزيرُ

  · اللغة: حد المثلين ما يسد أحدهما مسد الآخر فيما يرجع إلى ذاته، كالسوادين والجوهرين، هذا حقيقة المثلين عند المتكلمين، والمِثْل في معنى هو اتفاقهما في ذلك المعنى.

  والأساطير: هي الأحاديث المسطورة في الكتب.

  والملكوت: عظيم الملك، وفَعَلُوتُ من صفات المبالغة نحو جبروت، يقال: رَهَبُوتُ خير من رَحَمُوتِ، أي: لأن ترهبهم خير من أن ترحمهم، والتاء مُلحِقة، تُلْحِق هذا الاسم ببناء قَرَبوس.

  · الإعراب: «مِثْلَ» نصب لأنه نعت لمحذوف، فقال سبحانه: {بَل قَالُوا} يعني هَؤُلَاءِ {مِثلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ} في إنكار البعث بعد الموت.

  · النظم: ويُقال: كيف يتصل هذا بما قبله؟

  قلنا: يتصل بقوله: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} يعني لو تفكروا لعلموا، ولكن عولوا على التقليد، فقالوا مثل ما قال الأولون لما عدلوا إلى التقليد، وقيل: إن هذا جواب